الأحد، 17 أغسطس 2008

مشاهد من تحويل القبلة في شعبان

- قال تعالي : "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها"
- و قال جل و علا : "قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام و حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ......" سورة البقرة (142 - 144)

المشهد الأول : تحويل القبلة و الإذن به و الأمر به لرسول الله صلي الله عليه و سلم و هو الذي إشتاقت نفسه إلي المسجد الحرام إلي الكعبة إلي قبلة إبراهيم عليه السـلام و لكنه لأدبه مع ربه لا يتحرك لسانه صلي الله عليه و سلم بل تدور الرغبة بذلك في صدره و تعبر عنها عيناه فيقلب وجهه في السماء راجيا رحمة ربه و عطفه و أن يحقق مناه و ذلك بعد سبعة عشر شهراً من الهجرة بعد أن أصبح من الصعب عليه صلي الله عليه و سلم أن يجمع في صلاته بين القبلتين المسجد الأقصي و المسجد الحرام و كان ذلك سهلا و هو في مكة و أستجاب الله له فأمره بتحويل القبلة من المسجد الأقصي في فلسطين إلي المسجد الحرام بمكة المكرمة

المشهد الثاني : مشهد الإخلاص في سرعة الإستجابة و الطاعة لله و لرسوله حيث سمع بعض المسلمين و هم يصلون الظهر أو العصر بتحويل القبلة فأستداروا و هم في صلاتهم إلي القبلة الجديدة طاعة لله و لرسوله دونما تردد أو تلعثم أو تأخير و سمي المسجد بمسجد القبلتين في بني سلمة و كم من أمر لله و لرسوله بل أوامر نتردد فيها و نتأخر و نتلعثم و نتذرع الذرائع و هو في كل هذا ضعف إيمان و هوي متبع و لذلك نريد أن نغير من أنفسنا في سرعة الإستجابة و الطاعة لأمر الله و أمر رسوله صلي الله عليه و سلم دون النظر إلي مغنم أو مغرم أو جاه و أو منصب بل عبادة خالصة متجردة لله تعالي .

المشهد الثالث : الأمة الإسلامية في تحويل القبلة أمة لها هوية و لها شخصية مستقلة و لها مرجعية لا تتردد و لا تجتزئ ليست أمة تابعة و لا إمعة بل هي خير أمة أخرجت للناس أمة شاهدة و رائدة أمة العزة لها خصوصية و تميز و هي القائدة و الرائدة بتمسكها بكتاب ربها و سنة نبيها صلي الله عليه و سلم فإن تخلت عنها كان مصيرها الفشل و التراجع و التأخر أمة الإسلام لها الريادة و القيادة أمة العلم و العمل و الوحدة و التعاون أمة ترفض الظلم و الجور أمة الخير و العدل و الرحمة للعالمين .

المشهد الرابع : فلماذا أمتي تخلفت عن الركب ؟
و الجواب لأنها تنكبت الطريق بل ضلت الطريق لا شخصية لها اليوم و لا إستقلالية و لا تميز أصبحت تابعة تارة للشرق و تارتين للغرب ... ما غايتها ؟ ما هويتها ؟ ما مكانتها اليوم ؟ أين عزها ؟ أين معتصمها ؟ أين فاروقها ؟ أين سيف الله المسلول فيها ... ؟!
هل تذكرون المرأة المسلمة التي صرخت وامعتصماه واإسلاماه فأرسل المعتصم خليفة المسلمين إلي ملك الروم قال فيها : من أمير المؤمنين إلي كلب الروم أطلق سراح المرأة المسلمة و إلا أرسلت لك جيشاً أوله عندك و آخره عندي فأرتجف ملك الروم و أضطرب و أمر بإطلاق سراح المرأة المسلمة بل و معها كتيبة تحرسها حتي تصل آمنة إلي بلادها و أهلها .
فأين يا أمة الإسلام المعتصم اليوم و نساء المسلمين و أطفال المسلمين و شيوخ المسلمين في كل مكان يقتلون يغتصبون يشردون بل و ثروات المسلمين و خيراتهم تنهب و تسلب و تسلم للعدو بيد أبنائها و قادتها
يستقبلون قادة الأعداء بالرقص و الأحضان و الحفاوة و من المدهش أن (1.5 تريليون دولار) من مقدرات المسلمين في بنوك العدو في دول الغرب و شعوبها تتضور جوعاً هل تدافع الأمة عن مقدساتها عن كرامتها عن أرضها عن عرضها ...... ؟؟

المشهد الخامس : بتحويل القبلة كانت تربية للأمة تربوياً بأن لا يرتبطوا بالحجر و الشجر أو القومية أو العرقية بل بالإخلاص لله تعالي و أن يكون للمسلمين شخصية مستقلة و يتخلصوا من رواسب الجاهلية و الله عز وجل أراد للمسلمين العزة و قيادة البشرية و أن تكون أمة وسطاً و أن الأفضلية للتقوي و العمل الصالح أراد الله أن يعلمنا أن الإسلام دعوة للوحدة و التعاون أمة وسطاً أمة رائدة و قائدة و شاهدة أمة تعتصم بحبل الله تعالي و تسعي إلي العدل و الخير و البر و لقد ظهرت بوادر الخير و إستقلال الأمة و عودتها إلي هديها و دينها و عزها علي يد أبنائها و شبابها و شعوبها بالعودة إلي دينها و قرآنها بالتمسك بثوابتها و مقاومة التغريب و الإنتصار علي النفس و الشيطان و الهوي و تقدم باغي الخير و تأخر باغي الشر و الله غالب علي أمره ....


و الله من وراء القصد ... ,