الأربعاء، 11 أغسطس 2010

أهلاً .. رمضان .. شهر الخير والإحسان

أهلاً .. رمضان .. شهر الخير والإحسان

جاء رمضان .. بعد كثرة الدعوات .. اللهم بلغنا رمضان

ولقد أتى شهر الخير .. شهر البر .. شهر الجود والكرم .. فماذا نقول له ؟ وماذا يقول لنا ؟ !

1 ـ ماذا نقول لرمضان ؟ !

أهلاً رمضان شهر الخير والإحسان .. حللت أهلاً ونزلت سهلاً مرحبًا بك يا شهرالتقوى يا شهرالزاد يا شهر إحياء القلوب يا شهر القرآن يا شهر الصدقة يا شهر العطاء .. أهلاً بك يا رمضان نحن في شوق إليك وفي شوق إلى الجنة التي تتزين للعباد الصائمين ونحن نجأر إلى الله أن تخبو فيه النار وتغلق وتصفد الشياطين شياطين الإنس وشياطين الجن .

أهلاً بك يا رمضان برحماتك تتنزل وبركاتك تعم الأرض أهلاً بك ونحن نشاهد هلالك ونقول كما علمنا رسول الله " ربي وربك الله .. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام هلال رشد وخير .. نسألك يارب فيه التوفيق لما تحب وترضى .. نسألك يارب خير هذا الشهر وخير ما فيه لنا ولأحبابنا وأهلينا وأمتنا نسألك يا رب فيه حسن الصيام وحسن القيام وحسن البر وتلاوة القرآن كما نسألك ربنا حسن قيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا يا رب .. . .

دعوات من القلب فيها توحيد وفيها إنابه وفيها توبة وعودة وفيها رضا وفيها شوق ..

2 ـ ماذا يقول لنا رمضان ... ؟ !

يقول لنا رمضان هذه فرصة هذه منحة . . هذه نفحة أنا موسم استباق الخيرات أنا فرصة لأحياء القلوب أنا منحة ربانية لا واسطة فيها أنا نفحة إلهية لمن يرغب في اغتنامها لمن يرغب الرحمة والعفو والمغفرة .. ألم تسمعوا لقول الرسول الأعظم والنبي الأكرم محمد " وهو يقول : " رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يغفر له .. "

وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيامه تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه وهو شهر المواساة وشهر يزاد فيه من رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئ قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله " يعطى الله هذا الثواب من فطر صائمًا على تمره أو على شربة ماء أو مزقة لبن وهو شهر أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار " ( رواه بن خزيمة في صحيحة ) .

وفي الحديث " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله " " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات للذنوب إذا اجتنبت الكبائر .. " رواه مسلم .

يقول لنا رمضان شعاري " ياباغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر يا باغي الإصلاح أقبل ياباغي العدل أقبل يا باغي عمارة المساجد أقبل .. أقبل ... أقبل .. ويا باغي الشر أقصر .. ياباغي الزور أقصر .. يا باغي العدوان أقصر .. يا باغي الظلم أقصر .. أقصر .

3 ـ في الصوم أركان الإيمان .. وأركان السعادة .. الإيمان بالله .. الإيمان بالغيب .. الإيمان بالرسل .. منذ دعاء رؤية الهلال ." ربي وربك الله " كلمة التوحيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له ويدعو هذا إلى الإخلاص ومراقبة الله وحده والعمل على مرضاته والتوجه إليه وحده سبحانه وتعالى وكذلك الإيمان بالرسل والنبي محمد " حيث هو القدوة والأسوة في الصوم والصلاة وفي كل أركان الإسلام ".لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا " سورة الأحزاب

والإيمان باليوم الآخر وبالحساب والجنة والنار كل ذلك لأن الله تعالى ينادي علينا مبينًا ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) فنحن نؤمن بجزاء الله العادل وثوابه الجزيل للصائمين خاصة فالصوم فيه الإخلاص والصبر وفيها قبول العمل وشطر الإيمان في الصبر فالصابرون يوفون أجرهم بغير حساب والصبر من الصوم والصبر من الأخلاق في الإسلام .. فسعادة الدنيا والآخرة في الصبر وكذلك السعادة في شفاعة الصوم والقرآن يوم القيامة .

وفي الصوم والصبر علاج للشباب والنساء والشيوخ . . حيث أن الصبر علاج لكل داء وحل لكل مشكلة وتذليل لكل صعب والصبر ثوابه الجنة .

والصوم يرقي بالنفس ويعلوا بها فنجد همة عالية .. وبذل وعطاء وإيثار وإحسان ومشاركة الآخرين في وجوه الخير والبر وخلوة مع الله .. ورمضان عنوان التقوى وعنوان لوحدة الأمة وترابطها .

ورمضان عنوان الجهاد والعزة والنصر منذ بدر وفتح مكة وانتصارات الإسلام في عين جالوت وحطين والعاشر من رمضان .. فيه تعلوا الله أكبر " وفيه تتعدد الصفوف . وترق القلوب وترتبط بالله رباط يمدها بالصبر والعزة والنصر .

4 ـ فما هو برنامجك في رمضان ؟ نستقبل رمضان بالدعاء .. والحمد والشكر .. والفرح والابتهاج بالعزم والإرادة والتخطيط ونجدد النية والتوبة ثم نضع جدول للأعمال الصالحة والأولويات كيف وبما نبدأ ونستعد أيضًا بمعرفة أحكام الصوم .. وتهيئة النفس والأسرة والبيت ووضوح الأهداف التي نريد تحقيقها في شهر الخير وفتح صفحة جديدة مع الله ..وما هي وسائل الدعوة إلى الله التي سننتهجها .

وأن يكون لي سهمًا في كل مجال وفي كل دائرة مع نفسي مع أصدقائي .. مع جيراني .. مع أبنائي وأسرتي مع زملائي في العمل .. كيف نتعاون ونتناصح لصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا .

وأجيب عن أسئلة هامة كيف يكون حالي مع الله ؟ ومع القرآن ومع قيام الليل ومع الذكر ومع قضاء الحوائج والمصالح ومع الإصلاح بين الناس ومع صلة الرحم وكيف حالي مع الصدقه ووجوه البر والإحسان ؟ وكيف حالي مع إطعام الطعام وإفطار الصائم ومع حلقات العلم .. كل ذلك فرص ذهبية يجب أن تكون في برنامج رمضان حتى نفوذ برضى الله عز وجل ودخول الجنة من باب الريان .

وكل عام وأنتم بخير .. وتقبل الله منا ومنكم .. والله الموفق

محمد أبو العينين

موجه بالتربية والتعليم