الثلاثاء، 29 يوليو 2008

الإسراء و المعراج ( إشارات و بشارات )

الإشارة الأولي "الحصار الظالم .. ألم و صبر و أمل"

سبقت معجزة الإسراء و المعراج مواقف لنا فيها مثلاً تعرض فيها النبي صلي الله عليه و سلم و صحبه الكرام يتعرضون للتضييق في كل شيء حتى كان الحصار الظالم و المقاطعة الشاملة من بني جلدتهم و أهلهم فلا علاقات و لا محادثات بل وصل الأمر لحصارهم في شعب أبي طالب و غلق كل المعابر و المنافذ المؤدية إليهم فلا طعام و لا شراب و لا مودة و لا رحمة حتى أكل الصحابة الكرام أوراق الشجر و الجلود التي دفنت تحت التراب و أستمر ذلك كم من الأيام شهر شهرين سنه سنتين بل ثلاث سنوات و كتب بذلك الجور و الظلم صحيفة وضعت داخل الكعبة وقع عليها رؤساء القبائل إنها المأساة التي رق لها بعض من عندهم بقية من أخلاق و وصفوا تلك الصحيفة الجائرة الظالمة بعد ثلاث سنوات وصفوها بالظلم و وقف أناس ينادون بوقف هذا الظلم , نعم في الجاهلية أخلاق و مروءة لا توجد في حضارة اليوم و لا جاهلية اليوم , فأين حضارة اليوم من ذلك القتل و التشريد و سفك الدماء و حصار الأطفال و النساء في غزة و فلسطين و غيرهما ..

و فك الحصار بأمر الله و أكلت الحشرات الصحيفة الجائرة ما عدا اسم الله و كانت معجزة مذهلة هزت مشاعر من عندهم مشاعر في ذلك الزمان و التاريخ يذكرنا و يعيد نفسه و لكن بلا مشاعر تهتز و بلا نخوة المعتصم و بلا مروءة و أخلاق كما كان في الجاهلية السالفة الذكر ..

الإشارة الثانية "ما الذي كان يشغل رسول الله صلي الله عليه و سلم ؟"

و لكن استمر العداء للنبي صلي الله عليه و سلم و صحبه و يشتد الابتلاء بفقد صلي الله عليه و سلم لزوجته و عمه النصيرين له و يشتد البلاء برحلة الطائف التي ذهب إليها رسول الله صلي الله عليه و سلم ليجد النصير و الأنيس فرد و قدماه تدميان من اعتداء الصبيان و السفهاء عليه صلي الله عليه و سلم و مع كل هذا ما كان يشغل رسول الله صلي الله عليه و سلم إلا رضا الله فيلجأ إليه داعياً اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني علي الناس .... يشكو إلي الله و يضرع إليه وحده و يطلب منه وحده المدد و العون و كل ما يشغله إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي .... هذا كل ما يشغله صلي الله عليه و سلم

الإشارة الثالثة "البشارات و التأييد"

في وسط كل هذه الحوادث و الأحداث , و لكن السماء ترتج و الملائكة تجأر و ينزل أمين وحي السماء جبريل علي أمين الأرض محمد صلي الله عليه و سلم بالتأييد و النصر و البشارة , يا محمد أرسل الله إليك ملك الجبال و هو تحت إمرتك إن أردت أن يطبق علي هؤلاء الأخشبين الجبلين لفعل و أهلكهم جميعاً و هنا تتجلي رحمة رسول الله صلي الله عليه و سلم و عفوه و كرمه فيرفض و يقول عسي الله أن يخرج من أصلابهم من يعبـد الله وحـده لا شــريك له .
بدأت البشارات بتأييد الله لرسوله بالملائكة و بإسلام عداس و سماع نفر من الجن القرآن مصدقين مهرولين إلي قومهم "إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلي الرشد فآمنا به ..." و بدخول رموز و قبائل في الإسلام أبو ذر الغفاري و قبيلته غفار و الطفيل الدوسي و أهله دوس .

الإشارة الرابعة "المكافأة"

ثم كانت رحلة الإسراء و المعراج مكافأة الصبر و العفو و الأناة لرسول الله صلي الله عليه و سلم و صحابته الكرام كانت رحلة إعجازية ترفيهية تربوية تعليمية رحلة الجائزة الكبرى الصلاة عماد الدين و عمود الإٍسـلام .

كانت معجزة الإسراء و المعراج و نقل القيادة و الريادة لأمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس .

الإشارة الخامسة "دروس و عبر"

و لقد رأي رسول الله صلي الله عليه و سلم من آيات ربه الكبرى رأي نماذج تتكرر حفزنا و أنذرنا و حذرنا من بعضها رأي المجاهدون يزرعون و يحصدون مكافأة حاضرة و هدايا و فيره جنان فساح للمجاهدين و الصابرين و الثابتين و المرابطين .

رأي تاركي الصلاة و المتهاونين فيها و المتثاقلين عنها تهشم رؤوسهم بحجارة من سجيل , رأي الزناة و أصحاب الزواج السري يتركون اللحم الطيب الحلال و يأكلون المنتن و العفن .

رأي آكلة الربا و أكلة مال اليتامى و الذين يأكلون أموال الناس بالباطل و الظلم و القهر رآهم صلي الله عليه و سلم يأكلون في بطونهم ناراً و هو صلي الله عليه و سلم يسأل و يتساءل ينقل لنا المشاهد و الأحداث و العبر من هؤلاء يا أخي يا جبريل من هؤلاء و من هؤلاء و يكون الجواب علي مر الأزمان إلي أن يرث الله الأرض و من عليها ليعتبر و يرتدع المرابين و الزناة و آكلي أموال الناس بالباطل و المتثاقلين عن فرائض الله المضيعين لها الذين يبيعون آخرتهم بدنياهم بل و الحمقي من يبيعون دينهم و آخرتهم بدنيا غيرهم .

رأي رسول الله صلي الله عليه و سلم السعادة كل السعادة لأهل الحق و العدل و الخير و المجاهدين في جنات النعيم ..
أعطي لنا صلي الله عليه و سلم إشارات و ضرب لنا المثل و القدوة و أوصل لنا بشريات من عند الله من خلال تلك الرحلة المعجزة رحلة الإسراء و المعراج ...

و الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي نبينا محمد في الأولين و الآخرين و في الملأ الأعلى إلي يوم الدين

ليست هناك تعليقات: