الاثنين، 11 يناير 2010

الهجرة 000ذكريات


1 ـ من أسباب الهجرة
2 ـ تآمر قريش على قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
3 ـ التخطيط للهجرة .
4 ـ معية الله عز وجل .
5 ـ الهجرة فواتح خير على المسلمين
أولاً : أول الذكريات .. سؤال يطرح نفسه ما أسباب الهجرة ؟
تحالفت قوى الشر والبغي على إيذاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتعذيب أصحابه بل والتآمر على قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال تعالى " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " وقال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ " وقال تعالى : " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ .وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَأِ الْمُرْسَلِينَ " فكان الدرب والتعذيب والإيذاء والتجويع والحصار ... وكان الثبات من أمثال بلال وعمار بن ياسر وأمه وأبيه وخباب بن الأرت و ....
ثم ظهر أن مكة غير صالحة للدعوة فكانت الهجرة إلى الحبشة أولاً حيث هناك ملك لا يظلم عنده أحد ثم المدينة وهي أرض خصبة للدعوة وأنصار يبايعون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيعة العقبة الأولى وكانت هجرة الحبشة أول خطوة وأول منفذ للمسلمين ومع ذلك لم تتركهم قريش وأرسل خلف المهاجرين أثنين من كبارها هم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة وكان موقفًَا مشهودًا أبطالها جعفر بن أبي طالب المتحدث الرسمي للمسلمين وعمرو بن العاص داهية العرب وقريش ولكن الله عز وجل نصر جند الإسلام .
ثانيًا التآمر .. ودار الندوة :
ثم كان بعد ذلك التآمر على قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قريش وزاد الاضطهاد والتعذيب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحبه الكرام في مكة فكان الإذن من الله عز وجل لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة ولكن قريشًا ازدادت غضبًا وحقدا على المسلمين بعد أن تزايد عدد المهاجرين وخافت من أن تقوى شوكتهم ثم يعودوا مرة أخرى إلى مكة فكان اجتماع دار الندوة لمناقشة أمر محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحضر الشيطان اجتماعهم الآثم في صورة إعرابي واتفقوا على قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن الله مانع رسوله وحافظه .
نجا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المؤامره وأخبره الله عز وجل عن طريق جبريل عليه السلام بهذه المؤامره وأمره بالهجرة فخرج ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد ألقى التراب على رؤسهم وأغمض الله أعينهم وختم على قلوبهم وسمعهم حتى خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مهاجرًا هو وأبوبكر الصديق رضي الله عنه رفيقًا له في الهجرة .
ثالثًا : التخطيط للهجرة ..والأخذ بالأسباب :
أخذ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكل الأسباب البشرية التي في استطاعته ثم أوكل الأمر إلى الله عز وجل فاتخذ ـ صلى الله عليه وسلم ـ جنودًا للهجرة منهم أبوبكر الصديق الرفيق والصديق وعلي بن أبي طالب الفدائي لرد الأمانات والتمويه على العدو وعامر بن فهيرة لمحو الآثار وعبد الله بن أبي بكر رئيسًا للمخابرات وعبد الله بن أريقط خبير الصحراء وأمين السر وأسماء بنت أبي بكر متعهدة الطعام والشراب وأول امرأة نموذج للفدائية في الإسلام ثم كان خط سير القافلة واتخاذ الغار كل ذلك والله عز وجل يرعاهم والجميع في معية الله وظهرت إلى جانب ذلك معجزات فهاهم شباب قريش ينامون قيامًا وهذا العنكبوت يخيم على الغار بأمر الله ثم ما حدث مع سراقة بن مالك وما حدث مع أم معبد من معجزات تأييدًا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحبه الكرام .
رابعًا معية الله عز وجل :
كانت معية الله عز وجل تحقيقًا لقوله تعالى : " وكان حقًا علينا نصر المؤمنين " . وإن الله لمع المؤمنين " وكل هذا التأييد والنصر يحتاج في كل زمان ومكان إلى الأخذ بالأسباب والتوكل على الله وإخلاص النية والصبر والصدق مع الله والجهاد والتضحية .
خامسًا الهجرة فتح خير ودلالات ومبشرات :
وكانت الهجرة فاتحة خير على المسلمين ظهرت دلالات ومبشرات ثم كان بعد ذلك قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " وقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الهجرة باقية إلى يوم القيامة " فكيف ذلك ؟
جهاد ونية : جهاد في سبيل الله بالمال والنفس والكلمة والقلم لرفع كلمة الله عز وجل وللذود عن دينه ونية حسنة لبذل الجهد في وجوه الخير والبر ولا هجرة بعد الفتح واجبة من مكة إلى المدينة كما كانت . ولكن الهجرة باقية فهجرة الفواحش والمنكرات وهجرة الذنوب والمعاصي من أعظم أنواع الهجرة هجرة ما نهى الله عز وجل عنه ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالمهاجر من هجر ما نهى الله عز وجل عنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " .
نحن نحتاج إلى هجرة الأنانية وحب الذات وهجر الغيبة والنميمة وهجر الزور وقول الزور والغش والكذب وهجر أكل أموال الناس بالباطل وكذلك مال اليتيم وهجر أكل الربا وهجر البخل والشح والاحتكار والنفاق وسوء الأخلاق وتطهير النفس من الحقد والحسد وهجر التجسس وتتبع العورات وإيذاء المسلمين .
وإن للهجرة لدلالات أولاها أنها فاصل بين عهدين عهد الظلم والاضطهاد والمعاناه في مقابل الصبر والثبات الذي ركز فيه القرآن على بناء العقيدة والتربية الصحيحة وتصورات الإيمان وبين عهد في المدينة تأسست فيه دولة الإسلام بأركانها وتشريعاتها وانطلاقها لنشر دين الله في الأرض .
لقد تحقق بالهجرة الأمل بعد العمل والفرحة بعد الآلام والابتلاءات الشديدة والمنحة بعد المحنة والثقة في نصر الله والركون إليه والتذلل له والتضرع والدعاء والاحتماء به والصبر الجميل عندما يشتد الظلم والجور وكثرة البغي والعدوان .
جاءت الهجرة بهذا المعنى وتلك الدلالات جاءت الهجرة لتسلط الضوء على أهداف سامية منها إقامة دولة الحق ونشر دين الهدى والعدل والخير ولتعطينا درسًا في أن المسلم الحق يقيس الأمور بمقياس رباني لا بنظرة مادية فهذا الكون له إله خالق عظيم يدبر أموره ويرسل رسله وينزل كتبه ليتضح للناس الدين الحق وماهي رسالتهم في الحياة .
والله من وراء القصد ،،

محمد أبو العينين
موجه بالتربية والتعليم

ليست هناك تعليقات: