إلي من يهمه الأمر
شريعة الإسلام حينما تحكم
قرأنا أن عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية كان يبلغ من العمر 39 عاماً حينما خلف والده في إدارة شئون البلاد .
و كان يتحلي بالأخلاق الكريمة و الصفات النبيلة و قوة الشخصية فكان يجمع بين الشجاعة و الحكمة و الإخلاص و الصبر و ملامح الإيمان و العدل و الوفاء و التجرد لله رب العالمين فمكنه الله من أسباب الغلبة و التمكين فكانت لدولته الهيبة و الوقار و النصر
و الملفت للانتباه أن عثمان الأول ولد في العام 656هـ / 1258م و هو نفس العام الذي سقطت فيه بغداد علي يد هولاكو المغولي الذي قتل الرجال و النساء و الأطفال و المشايخ الكهول و الشبان , و أهلك الحرث و النسل و كانت الدماء أنهاراً في شوارع بغداد و كأن التاريخ يعيد نفسه مع سقوط بغداد علي يد هولاكو القرن الواحد و العشرين و أعوانه المعتدين
فحينما يحكم الإسلام يسود الحق و العدل و الخير و الأمن و الأمان نري النبي صلي الله عليه و سلم بل و الخلفاء من بعده و قادة المسلمين يوجهون الجيوش المسلمة : لا تقتلوا شيخاً و لا طفلاً و لا امرأة , لا تقطعوا شجراً و لا تحرقوا زرعاً , و لا تروعوا عابداً في صومعته فماذا فعل الغزاة المتشدقون بحقوق الإنسان في بغداد و أم القصر و الناصرية ؟ ماذا فعلوا في جنين و رام الله و غزة و ماذا يفعلون في الصومال و أفغانستان و اليمن و السودان ؟
ثم نعود إلي عثمان الأول و هو يوشك أن يفارق الدنيا فيوصي ابنه أورخان و هو علي فراش الموت قائلاً : ( يا بني إياك أن تشغل نفسك في شيء لم يأمر به الله و عليك بمشورة العلماء و أعلم أن غايتنا هي إرضاء الله رب العالمين , و إنه بالجهاد يعم نور ديننا الآفاق , و اعلم يا بنى أن .. هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة الحكم أو لسيطرة أفراد فنحن بالإسلام نحياً و للإسلام نموت و أعلم يا بني أن نشر الإسلام و هداية الناس إلي الله و حماية أعراض المسلمين و أموالهم أمانة في عنقك سيسألك الله عنها , ليت حكامنا يقرؤون أو يسمعون
فماذا فعل المعتدون الآثمون في بلاد الإسلام ؟ فماذا فعل اليهود المتطرفون ؟ و ماذا فعل رعاة الإرهابيون في أفغانستان و فلسطين و العراق ؟ اسألوهم إن كانوا ينطقون ..
قال تعالي : " و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله علي ما في قلبه و هو ألد الخصام , و إذا تولى سعي في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد , و إذا قيل له أتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد" .. البقرة 206
و لنعلم علم اليقين أنه عندما تصل الأمة إلي أقصي درجات الضعف و الهوان فتلك هي بداية الصحوة و الصعود نحو العزة و النصر و التمكين إن شاء الله , و أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسراً ...
'و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز' الحج 40
بقلم: محمد أبو العنين
موجه بالتربية و التعليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق