الخميس، 18 فبراير 2010

إلي من يهمه الأمر ... شريعة الإسلام حينما تحكم

إلي من يهمه الأمر

شريعة الإسلام حينما تحكم

قرأنا أن عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية كان يبلغ من العمر 39 عاماً حينما خلف والده في إدارة شئون البلاد .

و كان يتحلي بالأخلاق الكريمة و الصفات النبيلة و قوة الشخصية فكان يجمع بين الشجاعة و الحكمة و الإخلاص و الصبر و ملامح الإيمان و العدل و الوفاء و التجرد لله رب العالمين فمكنه الله من أسباب الغلبة و التمكين فكانت لدولته الهيبة و الوقار و النصر

و الملفت للانتباه أن عثمان الأول ولد في العام 656هـ / 1258م و هو نفس العام الذي سقطت فيه بغداد علي يد هولاكو المغولي الذي قتل الرجال و النساء و الأطفال و المشايخ الكهول و الشبان , و أهلك الحرث و النسل و كانت الدماء أنهاراً في شوارع بغداد و كأن التاريخ يعيد نفسه مع سقوط بغداد علي يد هولاكو القرن الواحد و العشرين و أعوانه المعتدين

فحينما يحكم الإسلام يسود الحق و العدل و الخير و الأمن و الأمان نري النبي صلي الله عليه و سلم بل و الخلفاء من بعده و قادة المسلمين يوجهون الجيوش المسلمة : لا تقتلوا شيخاً و لا طفلاً و لا امرأة , لا تقطعوا شجراً و لا تحرقوا زرعاً , و لا تروعوا عابداً في صومعته فماذا فعل الغزاة المتشدقون بحقوق الإنسان في بغداد و أم القصر و الناصرية ؟ ماذا فعلوا في جنين و رام الله و غزة و ماذا يفعلون في الصومال و أفغانستان و اليمن و السودان ؟

ثم نعود إلي عثمان الأول و هو يوشك أن يفارق الدنيا فيوصي ابنه أورخان و هو علي فراش الموت قائلاً : ( يا بني إياك أن تشغل نفسك في شيء لم يأمر به الله و عليك بمشورة العلماء و أعلم أن غايتنا هي إرضاء الله رب العالمين , و إنه بالجهاد يعم نور ديننا الآفاق , و اعلم يا بنى أن .. هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة الحكم أو لسيطرة أفراد فنحن بالإسلام نحياً و للإسلام نموت و أعلم يا بني أن نشر الإسلام و هداية الناس إلي الله و حماية أعراض المسلمين و أموالهم أمانة في عنقك سيسألك الله عنها , ليت حكامنا يقرؤون أو يسمعون

فماذا فعل المعتدون الآثمون في بلاد الإسلام ؟ فماذا فعل اليهود المتطرفون ؟ و ماذا فعل رعاة الإرهابيون في أفغانستان و فلسطين و العراق ؟ اسألوهم إن كانوا ينطقون ..

قال تعالي : " و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله علي ما في قلبه و هو ألد الخصام , و إذا تولى سعي في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد , و إذا قيل له أتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد" .. البقرة 206

و لنعلم علم اليقين أنه عندما تصل الأمة إلي أقصي درجات الضعف و الهوان فتلك هي بداية الصحوة و الصعود نحو العزة و النصر و التمكين إن شاء الله , و أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسراً ...

'و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز' الحج 40

بقلم: محمد أبو العنين

موجه بالتربية و التعليم





ليست هناك تعليقات: